أصبحت ثنائية اللغة أمرًا حتميًّا اليوم في منطقتنا العربية. فمنذ بدء التاريخ تلونت المنطقة بطيف واسع من اللغات المحكية والمكتوبة والتي تنافست أحيانًا أو تفككت أو تكيفت مع اللغات الجديدة التي حلت مكانها. وتُظهر الحقبة المعاصرة أيضًا واجهة لغوية جديدة متأثرة بما مرت به المنطقة في مرحلة ما بعد الاستعمار، والعولمة، ومتطلبات التعلم الجديدة، والتبادل الثقافي المتنامي في عالم اليوم. لذلك أصبح المتواصلون البصريون والمصممون في منطقتنا، والمعلمون في حقل التصميم والطلبة– على وعي بمدى أهمية الإلمام بثنائية اللغة والمتغيرات المرتبطة بها في مجال التصميم.
ومن هنا يُبرز هذا الكتاب الأساليب النظرية والعملية لثنائية اللغة في التواصل البصري، وهو يساعد في تحديد تحديات ثنائية اللغة في التواصل البصري، وفي تحليل تلك التحديات أيضًا. والغاية القصوى للكتاب هي مساعدة طلبة التصميم الجرافيكي والمتواصلين البصريين على فهم الكيفية التي يوضَع بها نظامان بصريان ولغتان جنبًا إلى جنب لتحقيق تواصل فعال.